فصل: قال أبو عمرو الداني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ومن ثم جاء افتتاح السورة بشرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فرح لها قلبه الكبير فرحا عميقا: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا}.
كما جاء في الافتتاح، الامتنان على المؤمنين بالسكينة، والاعتراف لهم بالإيمان السابق وتبشيرهم بالمغفرة والثواب، وعون السماء بجنود الله: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما}. ذلك مع ما أعده لأعدائهم من المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات من غضب وعذاب: {ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا}.
ثم التنويه ببيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتبارها بيعة لله؛ وربط قلوب المؤمنين مباشرة بربهم عن هذا الطريق، بهذا الرباط المتصل مباشرة بالله الحي الباقي الذي لا يموت: {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}.
وبمناسبة البيعة والنكث يلتفت- قبل إكمال الحديث عن المؤمنين ومواقفهم في الحديبية- إلى الأعراب الذين تخلفوا عن الخروج، فيفضح معاذيرهم، ويكشف ما جال في خواطرهم من سوء الظن بالله، ومن توقع السوء للرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه. ويوجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ما ينبغي أن يكون موقفه منهم في المستقبل. وذلك في أسلوب يوحي بقوة المسلمين وضعف المخلفين، كما يوحي بأن هنالك غنائم وفتوحا قريبة يسيل لها لعاب المخلفين المتباطئين:
{سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما}.
وفي هذا الصدد يبين المعذورين إذا تخلفوا، والمعفين من الجهاد لعجزهم عنه، وهو العذر الوحيد: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما}..
وبعد هذه اللفتة يعود سياق السورة للحديث عن المؤمنين ومواقفهم وخوالج نفوسهم؛ حديثا كله رضى وشفافية ووضاءة وتكريم؛ وكله بشريات لهذه النفوس الخالصة القوية، البائعة المتجردة. حديثا يتجلى فيهالله جل جلاله على هذه المجموعة المختارة من البشر. يتجلى عليهم برضوانه وبشرياته وامتنانه وتثبيته. ويبلغهم بأشخاصهم وأعيانهم أنه عنهم راض، وأنه كان حاضرهم وهم يبايعون في مكان بعينه: {تحت الشجرة} وأنه اطلع على ما في نفوسهم. وأنه رضيهم ورضي عنهم، وأنه كتب لهم النصر في المستقبل والغنائم والفتوح، وربط هذا كله بناموس الوجود وسنة الوجود. وهو أمر يقف له الوجود كله يشهد ويرقب ويتأثر ويسجل في أطوائه ذلك الحادث العظيم الفريد: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا}.
ويمتن عليهم بأخذ عدوهم النفر الذين أرادوا بهم الأذى؛ ويندد بأعدائهم الذين صدوهم عن المسجد الحرام، وصدوا الهدي أن يبلغ محله، ويتلطف معهم فيكشف لهم عن حكمته في كفهم هذا العام عنهم؛ وفضله في ترضيتهم بما كان، وإنزال سكينته في قلوبهم، لأمر يراه، وهو أعظم مما يرون. وهو فتح مكة ثم هيمنة هذا الدين على الدين كله بأمر الله وتدبيره: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا}..
وتختم السورة بالصفة الكريمة الوضيئة التي تميز هذه المجموعة المختارة من البشر، وتفردها بسمتها الخاصة، وتنوه بها في الكتب السابقة: التوراة والإنجيل. وبوعد الله الكريم بالمغفرة والأجر العظيم: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما}.
وهكذا تصبح نصوص السورة مفهومة واضحة، تعيش في جوها الذي نزلت فيه، وتصوره أقوى تصوير، بأسلوب القرآن الخاص الذي لا يفصل الحوادث بترتيبها وتسلسلها؛ ولكنه يأخذ منها لمحات توجيهية وتربوية؛ ويربط الحادثة المفردة بالقاعدة الشاملة. والموقف الخاص بالأصل الكوني العام. ويخاطب النفوس والقلوب بطريقته الفذة ومنهجه الفريد.
ومن سياق السورة وجوها، وبالموازنة بينها وبين ايحاءات سورة محمد التي قبلها في ترتيب المصحف؛ يتبين مدى ما طرأ على الجماعة المسلمة في موقفها كله من تغيرات عميقة، في مدى السنوات الثلاث، التي نرجحأنها تفرق بين السورتين في زمن النزول. ويتبين مدى فعل القرآن الكريم، وأثر التربية النبوية الرشيدة لهذه الجماعة التي سعدت بالنشوء والنمو في ظلال القرآن، وفي رعاية النبوة. فكانت ما كانت في تاريخ البشرية الطويل.
واضح في جو سورة الفتح وإيحاءاتها أننا أمام جماعة نضج إدراكها للعقيدة، وتجانست مستوياتها الإيمانية، واطمأنت نفوسها لتكاليف هذا الدين؛ ولم تعد محتاجة إلى حوافز عنيفة الوقع كي تنهض بهذه التكاليف في النفس والمال؛ بل عادت محتاجة إلى من يخفض حميتها، وينهنه حدتها، ويأخذ بزمامها لتستسلم للهدوء، والمهادنة بعض الوقت، وفق حكمة القيادة العليا للدعوة.
لم تعد الجماعة المسلمة تواجه بمثل قوله تعالى: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم}. ولا بمثل قوله تعالى: {ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}.
ولم تعد في حاجة إلى حوافز قوية للجهاد بالحديث عن الشهداء وما أعد الله لهم عنده من الكرامة؛ ولا بيان حكمة الابتلاء بالقتال ومشقاته كما في سورة محمد إذ يقول الله تعالى: {ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم}.
إنما صار الحديث عن السكينة التي أنزلها الله في قلوب المؤمنين، أو أنزلها عليهم. والمقصود بها تهدئة فورتهم، وتخفيض حميتهم، واطمئنان قلوبهم لحكم الله وحكمة رسوله صلى الله عليه وسلم في المهادنة والملاينة، وعن رضى الله عن المبايعين تحت الشجرة. وكانت هذه الصورة الوضيئة في نهاية السورة للرسول ومن معه.
أما الحديث عن الوفاء بالبيعة والنكث فيها في قوله تعالى: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}. فالإيحاء فيه أكثر إلى تكريم المبايعين وتعظيم شأن البيعة. والإشارة إلى النكث جاءت بمناسبة الحديث عن الأعراب المتخلفين، وكذلك الإشارة إلى المنافقين والمنافقات فهي إشارة عابرة، تدل على ضعف موقف هذه الطائفة، وعلى خلوص الجماعة المسلمة بالمدينة ونضوجها وتجانسها. وهي على كل حال إشارة عابرة لا تشغل من السورة شيئا مما شغله الحديث عن المنافقين في سورة محمد، حيث كان للمنافقين شأنهم هم وحلفاؤهم اليهود. وهذا تطور آخر في موقف الجماعة المسلمة من ناحية موقفها الخارجي يساير ذلك التطور الذي تم في نفوسها من الداخل.
وواضح كذلك قوة المسلمين بالقياس إلى قوة المشركين في جو السورة كلها وفي آيات بنصها؛ والإشارات إلى الفتوح المقبلة، وإلى رغبة المخلفين في الغنائم السهلة واعتذارهم، وإلى ظهور هذا الدين على الدين كله.. كلها تشي بما بلغت إليه قوة المسلمين في هذه الفترة بين نزول السورتين.
ففي حقيقة النفوس، وفي حال الجماعة، وفي الظروف المحيطة بها، حدث تطور واضح، يدركه من يتلمس خط السيرة في النصوص القرآنية. ولهذا التطور قيمته كما أن له دلالته على أثر المنهج القرآني والتربية المحمدية، لهذه الجماعة السعيدة الفريدة في التاريخ. ثم إن لهذا التطور إيحائه للقائمين على الجماعات البشرية. فلا تضيق صدورهم بالنقص فيها والضعف ورواسب الماضي ومخلفاته، وآثار البيئة والوسط، وجواذب الأرض، وثقلة اللحم والدم.. وكلها تبدو في أول العهد قوية عميقة عنيفة. ولكنها مع المثابرة والحكمة والصبر على العلاج، تأخذ في التحسن والتطور. والتجارب والابتلاءات تعين على التحسن والتطور، حين تتخذ فرصة للتربية والتوجيه. وشيئا فشيئا تخف ثقلة الطين، وتشف كثافة اللحم والدم، وتتوارى آثار البيئة، وتصفو رواسب الماضي، وتستشرف القلوب آفاقا أعلى فأعلى، حتى ترى النور هناك على الأفق الوضيء البعيد. ولنا في رسول الله أسوة حسنة، ولنا في المنهج القرآني صراط مستقيم. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة الفتح مدنية وآياتها تسع وعشرون آية.

.بين يدي السورة:

هذه السورة الكريمة مدنية، وهي تعنى بجانب التشريع شأن سائر السور المدنية التي تعالج الأسس التشريعية في المعاملات، والعبادات، والأخلاق، والتوجيه إلى مكارم الأخلاق.
تحدثت السورة الكريمة عن (صلح الحديبية) الذي تم بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين سنة ست من الهجرة، والذي كان بداية للفتح الأعظم (فتح مكة) وبه تم العز والنصر والتمكين للمؤمنين، ودخل الناس في دين الله أفواجا أفواجا {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} الآيات.
وتحدثت السورة عن جهاد المؤمنين، وعن (بيعة الرضوان) التي بايع فيها الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله حتى الموت، وكانت بيعة جليلة الشأن ولذلك باركها الله، ورضي عن أصحابها، وسجلها في كتابه العظيم، في سطور من نور {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} الآية.
وتحدثت عن الذين تخلفوا عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعراب الذين في قلوبهم مرض، ومن لمنافقين الذين ظنوا الظنون السيئة برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين، فلم يخرجوا معهم، فجاءت الآيات تفضحهم وتكشف سرائرهم {سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا} الآيات.
وتحدثت السورة عن الرؤيا التي رأها رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه-في المدينة المنورة-وحدث بها أصحابه ففرحوا واستبشروا، وهي دخول الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين مكة آمنين مطمئنين، وقد تحققت تلك الرؤيا الصادقة فدخلها المؤمنون معتمرين مع الأمن والطمأنينة {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لاتخافون} الآيات.
وختمت السورة الكريمة بالثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأطهار الأخيار، وبينت فضلهم، ورفعت قدرهم، وقد أكرمهم الله عز وجل بالرضى عنهم، وإدخالهم جنان الخلد والنعيم، تكريما لجهادهم وصبرهم {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} آلاية.

.التسمية:

سميت سورة الفتح لأن الله تعالى بشر فيها المؤمنين بالفتح المبين {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} الآيات.

.فضلها:

نزلت السورة الكريمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مرجعه من الحديبية، ولما نزلت هذه السورة قال صلوات الله عليه: «لقد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلى من الدنيا وما فيها {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}» أخرجه الإمام أحمد. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة الفتح مدنية وقد ذكر نظيرتها في البصري ونظيرتها في الكوفي الحديد وكورت وفي الشامي نوح وكورت وفي المكي وشيبة كورت فقط ولا نظير لها في عدد أبي جعفر.
وكلمها خمسمائة وثلاثون كلمة.
وحروفها ألفان وأربعمائة وثمانية وثلاثون حرفا.
وهي عشرون وتسع آيات في جميع العدد ليس فيها اختلاف.
وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع أربعة مواضع- {أولي بأس شديد} أو يسلمون،- {آية للمؤمنين} لا تخافون.

.ورؤوس الآي:

{مبينا}.
1- {مستقيما}.
2- {عزيزا}.
3- {حكيما}.
4- {عظيما}.
5- {مصيرا}.
6- {حكيما}.